البيـلسـان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تضيء صفحات المنتدى بكل جديد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محسنة الظن بالله

محسنة الظن بالله


عدد المساهمات : 497
تاريخ التسجيل : 28/07/2009

للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة)   للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة) I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 14 2009, 08:53

يستيقظ مع الفجر ، ينظر من تحت لحافه الصغير لكل ما يدور حوله من أحداث وعندما يطمئن
يرفس اللحاف بقدميه النحيلة وينهض (متمغطاً) فاتحاً فاه الصغير الذي يخبئ بداخله بعض الأسنان المتسوسة
يخرج إلى فناء البيت باحثاً عن صوت أمه التي تنشد بصوتها القروي الجميل لكل شيء يسمعها
لدجاجاتها المتناثرة في الفناء تنقم القمح وحبات الشعير ، تنشد لنعجتها العجوز ، ولوجه الصبح المشرق ، ولرائحة القهوة
التي ترقص طرباً تحت نارها الهادئة .
يقف قريباً من أمه يتمتم معها أنشودتها السمراء و شجرة الكين تحرك أغصانها البعيدة ، المحملة بأعشاش العصافير
ونسمة تمر بالجوار - يبدو أنها جبلية المولد - تحرك لهب النار الخافت .
يعود الأب الذي خرج باكراً محملاً ببعض عيدان الحطب ، يرمي بها إلى جانب جدار الطين والتنور العتيق ويسلم بصوته
الجهوري الخشن .. يجلس بجوار أمه التي تناوله فنجان قهوة تطفوا على وجهه حبيبات الهيل المطحون وبعض تمرات وكسرة
خبز يغمسها في صحن سمن ذهبي اللون . يتناول الأب فطوره على عجل ويهب حاملاً فأسه ومسحاته يطلب الرزق من الله .
تواصل الأم نشيدها بزهو ورقة وهي تكسر عيدان الحطب وتقذف بها في جوف تنورها الذي يطلب في كل مرة المزيد
يترك كل شيء ويركض خلف (صيصان ) صغار ودجاجة حمراء تقدم بها السن ..
قدماه الحافية لا تعبأ بما تقع عليه ، فهي اعتادت وخزات الحجارة و حر الشمس اللاهب وقت الظهيرة
كل شيء يحيط به صغير مثله ، حتى عندما يجوع يذهب لشجرة الكين يقذفها بحجارة صغيرة لعلها تهبه حبات يسد بها جوعه القنوع
وعندما كانت تلوي أغصانها في وجهه يعود لأمه التي تدير رحاها فوق حبوب القمح البيضاء يجر ثوبها المزركش بسنابل مائلة
تناوله كسرة خبز تبقت من فطور الفجر يحملها في يده ويعود لركضه خلف النعجة العجوز ودجاج البيت والصيصان .
كلما حاول مسابقة الأيام يهزم فيعود لصوت أمه كي يخبئه ويمسح على وجهه ..
حتى عندما تساقطت أسنانه المتسوسة وحلت مكانها أسنان بيضاء جميلة ، وتوقف فأس والده عن القطع
عاد من صخب المدينة ليتحسس جدار الطين المنهار
وتنور أمه البارد ، وشجرة الكين التي كانت تقسو عليه ..
بقي صوت أمه طرياً لم ينهر يداعب كل شيء حوله ، وكأنه مازال يرفس لحافه الصغير وفي يده كسرة الخبز .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصوت الجريح

الصوت الجريح


عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 35

للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة)   للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة) I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 14 2009, 17:13

مشكووووووووووووورة الاخت محسنة الظن على القصة القصيرة في اسطرها الرائعة في معانيها جزاك الله خير

الجزاء وتقبلي مروري المتواضع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://kinge.yoo7.com
محسنة الظن بالله

محسنة الظن بالله


عدد المساهمات : 497
تاريخ التسجيل : 28/07/2009

للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة)   للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة) I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 15 2009, 11:34

مشكور أخوي الصوت على مرووورك الواضح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
للجوع كسرة خبز كانت تسكته (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خاطرة قصيرة
» خااااااطرة قصيرة جدا ولكن راااائعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيـلسـان :: خـــــواطــــر وقـــــصــــص-
انتقل الى: